منتدى احمد ميدو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى احمد ميدو

منتدى شبابى جامد كيييييييييييك
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مذكرات التعذيب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mona




عدد المساهمات : 7
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
العمر : 31

مذكرات التعذيب Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات التعذيب   مذكرات التعذيب Icon_minitimeالجمعة مايو 01, 2009 2:44 am

--------------------------------------------------------------------------------
مذكرات التعذيب

الجمعة، 1 مايو 2009

رغم أن أول ما وقّع عليه رسمياً عقب تسلمه الحكم، كان عملاً سياسياً وأخلاقياً يرفع الرأس، بإعلانه إغلاق معتقل جوانتانامو فى غضون عام، لن يمر وقت طويل حتى يكتشف الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، أنه ارتكب قبل مرور ثلاثة أشهر على حكمه خطأً تاريخياً من الصعب أن يُغتفر.

إن لديه منطقاً عذباً وروحاً سمحة وعقلاً راجحاً، وهى خصال تؤهله جميعاً لمشروع مصالحة بين الشرق والغرب، بين المسلمين وغير المسلمين، لكنّ أحداً من مستشاريه كما يبدو، لا يلفت انتباهه إلى آية فى القرآن الكريم موجهة إلى أصحاب العقول أينما كانوا، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو جنسهم: «ولكم فى القصاص حياةٌ يا أُولى الألباب».

أكتب من السويد، وفى هذا مفارقتان، أولاهما أنه بلد من أكثر بلاد العالم حرصاً على حقوق الإنسان، لكنه فى الوقت نفسه كان مسرحاً لأول عملية اختطاف و«ترحيل غير عادى» Extraordinary Rendition ،قامت بها أشباح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، سى آى إيه، فى ديسمير 2001، وكان ضحيتها رجلان مصريان، تعرّضا بعد ترحيلهما إلى تعذيب مبرح فى مصر، وفقاً للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان.

أما المفارقة الثانية فهى تزامن أمر رئاسى من أوباما بالإفراج عن أربع مذكرات، صدرت أولاها فى أغسطس 2002 عن مكتب المستشار القانونى فى وزارة العدل الأمريكية.

المذكرات باختصار عبارة عن إجابات من وزارة العدل، عن أسئلة من وكالة الاستخبارات المركزية حول تعريف «التعذيب» وما إذا كان يمكن تطبيق أساليب معينة (حددتها الوكالة) أثناء استجواب معتقلى القاعدة وجماعات أخرى، وخاصة هؤلاء الذين تصنفهم تحت بند «ذوو قيمة مرتفعة» (حددتهم الوكالة) من أجل «تشجيعهم» على الإدلاء بمعلومات. هذه الأساليب هى:
أولاً: الإمساك بالتلابيب، أى أن يقبض المحقق بكلتا يديه على طرفى ياقة القميص الذى يرتديه المعتقل، فى محاولة خاطفة لجذب انتباهه وفرض السيطرة، ويصحب هذه الحركة رجّة تسحب رأس المعتقل ناحية المحقق.

ثانياً: الصدم فى الحائط، إذ يوضع ظهر المعتقل أمام حائط بحيث تلامس مؤخرة الكعبين أسفل الحائط، ويقوم المحقق من وقت لآخر بدفع المعتقل فتصطك عظام الكتفين بالحائط مما يسبب الصدمة والمفاجأة.

ثالثاً: القبض على الفك، أى أن يقوم المحقق بفتح إحدى راحتيه كى يقبض بها على وجه المعتقل أسفل العينين قريباً من منطقة ملتقى الفكين. ومن شأن هذه الطريقة شل حركة الرقبة، وبث الشعور بالعجز لدى المعتقل.

رابعاً: الصفع، أى أن يقوم المحقق بغزو المساحة الشخصية للمعتقل وضربه بالكف على خده، بحيث تكون أصابع الكف مضمومة أثناء عملية الصفع، إذ إن الهدف ليس إحداث الألم الجسدى، بقدر ما هو إيقاع الصدمة والمفاجأة والإهانة النفسية.

خامساً: القوقعة، أى حبس المعتقل فى زنزانة ضيقة الأبعاد، مظلمة، لفترات تتراوح من 18 ساعة فى حالة الزنزانة التى تسمح للمعتقل بالوقوف، إلى ساعتين فى حالة الزنزانة التى لا تسمح له إلا بالجلوس متقوقعاً.

سادساً: التزنيبة، أى وضع المتهم على بعد أربعة أو خمسة أقدام من الحائط بحيث تكون قدماه منفرجتين بعرض الكتفين، وتكون ذراعاه مفرودتين إلى أمام، فتلمس أظافره الحائط ويقع وزن الجسم كله على الأصابع، ولا يُسمح للمعتقل بتغيير وضع القدمين أو الأصابع.
سابعاً: الأوضاع الضاغطة، كالجلوس على الأرض ومد الساقين إلى الأمام فيما تبقى الذراعان مرفوعتين فوق الرأس، وكالركوع على الركبتين فيما يميل الظهر إلى الوراء بزاوية 45 درجة لفترات زمنية مفتوحة.

ثامناً: الحرمان من النوم، لفترات متفاوتة قد تصل فى بعض الأحيان إلى أحد عشر يوماً متصلة، وذلك لخفض قدرة المعتقل على التفكير والمقاومة وتحفيزه على التعاون من خلال أعراض القلق المرتبطة بعدم النوم.

تاسعاً: الحبس فى زنزانة ضيقة مع حشرات أو زواحف غير ضارة (لا يعرف المعتقل أنها غير ضارة)، وذلك لإثارة نوازع الخوف والرعب لدى المعتقل، ومن ثم تشجيعه على التعاون مع المحققين.

عاشراً: محاكاة الغرق، أى أن المعتقل يُربط على سطح طاولة طولها سبعة أقدام وعرضها أربعة أقدام تقريباً بحيث تكون قدماه على مستوى ارتفاع أعلى من رأسه، ثم توضع قطعة من القماش فوق جبهته وعينيه. يقوم المحققون عندئذ بسكب الماء على قطعة القماش بصورة منهجية من ارتفاع 12 إلى 24 بوصة. تُسحب قطعة القماش تدريجياً أثناء ذلك كى تغطى منطقة الأنف والفم. يستمر سكب الماء بالطريقة نفسها فيتوقف سريان الهواء إلى الرئتين ويتملك المعتقل نفس الإحساس الذى يتملك الإنسان الذى يتعرض للغرق لمدة تتراوح من 20 إلى 40 ثانية. يتوقف سكب الماء ويُسمح للمعتقل بالتقاط ثلاثة أنفاس أو أربعة يعود المحققون بعدها إلى تكرار العملية نفسها عدداً غير محدد من المرات. وقد أثبتت التجارب أنه حتى إذا كان المعتقل على علم بطبيعة ما يحدث، فإن علمه هذا لا يمنع الإحساس بأنه يغرق فى بحر، ولا يستطيع مقاومة الغرق.

هذه التعريفات لهذه الأساليب بتلك المواصفات، ليست من بنات أفكارنا نحن، بل هى من إنجاز وكالة الاستخبارات المركزية التى اعتمدت فى تطويرها على مصدرين، أحدهما معلن، وقد ورد ذكره فى مراسلاتها مع وزارة العدل، وهو ما يطلقون عليه «سير« SERE اختصاراً لأربعة مفاهيم هى «البقاء على قيد الحياة، وتجنب الاعتراف والمقاومة والهرب« Survival, Evasion، Resistance، Escape، وهى قوام برنامج من التدريبات القاسية التى يتعرض لها الجنود والعملاء الأمريكيون، هدفها تقوية عزيمتهم إذا تصادف وقوعهم فى الأسر. أما المصدر الثانى غير المعلن فهو إرث الحكومات العربية فى التعامل مع معارضيها، وهو إرث يثير الاشمئزاز فى صدور كثير من المسئولين الأمنيين فى أمريكا، لكنه نوع من الاشمئزاز لم يمنعهم من اتخاذ ذلك الإرث مصدراً للإلهام.

أعطت هذه المذكرات الصادرة عن وزارة العدل الأمريكية شرعية غير مسبوقة لوكالة الاستخبارات المركزية، كى يقوم محققوها بتعذيب المعتقلين فى «إطار قانونى»، غير أن الأخطر من ذلك أن الرئيس الأمريكى، وقد سمح بالإفراج عن هذه المذكرات، أضاف إلى تلك «الشرعية» بطاقة خضراء للهروب من المحاسبة.

إنه ببساطة يريد منا جميعاً أن «ننسى» وأن «نسامح». نحن هنا لا ندعوه إلى الاستماع إلى رد الذين تعرضوا للتعذيب على هذا الطلب؛ إذ إننا نشك فى أنه سيستمتع كثيراً بردهم (حتى لو قبلنا أنهم «أسوأ السيئين» فى العالم)، ولا ندعوه حتى إلى الاستماع إلى رد المدافعين عن حقوق الإنسان، والمعتدلين وأصحاب الحياء فى أنحاء مختلفة من العالم؛ إذ إننا لا نمانع فى قبول أنهم لا ينطلقون من حرصهم على «مصالح أمريكا».

نحن فقط ندعوه إلى الاستماع إلى خبراء الأمن الاستراتيجى فى بلاده هو، الذين يعلمون أكثر من غيرهم أن تصرفاً كهذا لن يساعد فى تنظيف القذارة من على أثوابهم ،ولا فى التخلص من عقدة الذنب، ولا فى أمل استعادة ناصية الأخلاق، ولا فى كسب العقول والأفئدة، ولا فى أمل مصالحة بين الشرق والغرب، وبين المسلمين وغير المسلمين.

مزيد من الحقائق والتحليل فى مقالنا الأسبوع القادم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مذكرات التعذيب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى احمد ميدو :: الفئة الأولى :: الاخبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار-
انتقل الى: